تشهد التجارة والاقتصاد كم هائل من التغييرات منذ نشوء شبكة الإنترنت، ويدمج مستقبل التسويق الرقمي جميع خطوات البيع والشراء التي تتم على أرض الواقع لتصبح عدة نقرات على مواقع الإنترنت.
غير عالم الإنترنت طريقة العميل في البحث والحصول على غايته وأصبحت تبدأ بالاتصال بالإنترنت مروراً بالبحث والاستفسار عن طلبه قبل الاعتماد والشراء، أي العمليات التسويقية تتحول إلى الواقع الافتراضي، وهذا التغيير لا ينفي المبدأ الأساسي الذي يعتبر إرضاء الزبون والتركيز على غايته المحور الأساسي.
قبل التعمق في مستقبل التسويق الرقمي، لنأخذ بعين الاعتبار أن هذا التطور غير بشكل كبير في أسلوب التعامل بين البائع والعميل في التعاملات التجارية.
أصبح العملاء يتواصلون بشكل مباشر مع رواد الأعمال بشكل افتراضي وبذلك تصبح الثقة بين صاحب العمل والعميل كبيرة والتحول في طريقة التعامل يعود إلى إغلاق الأماكن العامة الذي حدث بسبب فيروس Covid-19، ولم يكن متاحاً للعملاء سوى الشراء إلكترونيا بدلاً من زيارة مراكز المتاجر.
كيف سيكون مستقبل التسويق الرقمي، وما هي التنبؤات حوله في السنوات القادمة؟
يدخل الذكاء الصناعي والتعلم الآلي في مستقبل التسويق الرقمي، والتعلم الآلي والعميق هو مصطلح خاص بالتسويق يصف الفائدة الكبيرة التي يمكن جنيها باستخدام التحليلات الرقمية الداعمة بشكل كبير لاتخاذ قرارات العمل، مثل الإعلانات، إنشاء المحتوى بالإضافة إلى تفاعلات العملاء البسيطة.
الأتمتة، هي التقنية التي تقود مستقبل التسويق الرقمي، تطورت العديد من تقنيات الأتمتة في العقد الماضي، ومن الأمثلة عليها روبوتات تطبيق الماسنجر التابع إلى فيسبوك، أو جدولة ونشر منشورات وتحديثات على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام قنوات متعددة من لوحة تحكم واحدة.
وبالتوازي مع المجالات الأُخرى، أدخلت الأتمتة إلى مجال الإنتاج الإعلامي وتُحقق على مر السنوات تأثيراً هاماً على تحسين محركات البحث والتسويق الإلكتروني من خلال نماذج التنبؤ باللغة من الجيل الأول والثاني والثالث التي تساعد التسويق الرقمي على زيادة الإنتاجية للمحتوى وتغطية مواضيع متنوعة بتكاليف زهيدة جداً.
ولكن حتى الآن لم تتوصل الأتمتة لدرجة من التطور تمكننا من الحصول على محتوى مثالي لا يمكن تحديد فيما إذا كان صادراً عن كاتب بشري أو حاسوبي، ولا تشير التوقعات إلى أي تفوق قد تقدمه برامج النص التنبؤي على الإبداع البشري في السنوات القليلة القادمة.
من الجدير بالذكر أن قدرة جوجل على تحديد أنماط المحتوى التي أُنشئت بشكل أوتوماتيكي، وأيضاً على تحديد محتوى صفحة الويب فيما إذا كان قد أُنشئ من قبل روبوت حاسوبي من قبل أو أنشأه شخص حقيقي ولم تتأثر قدرة جوجل على هذا التفريق بين نوعي المحتوى بالرغم من التطور الذي وصلت إليه برامج وأدوات إنشاء المحتوى والمقالات.
مستقبل التسويق الرقمي يُبدي تركيز أكثر على خبرة العملاء.
التسويق الرقمي لا يختلف عن باقي مجالات الأعمال، لنجاح أي عمل في جميع المجالات من الضروري مواكبة التطور واستمرار البحث عن تقنيات للترويج لهذا العمل للحصول على عملاء جدد وتوجيه هؤلاء العملاء من خلال عملية البحث والشراء ومتابعة تجاربهم وتفاعلاتهم. التسويق الرقمي هو عبارة عن أداة من خلالها يتعرف العالم على المنتجات والخدمات التي تقدمها.
حديثاً هذا لا يعتبر كافياً، أدرك المسوقون الرقميون في الآونة الأخيرة أن العملاء أصبح لديهم رؤية أبعد للعروض المقدمة التي لم تعد كافية وحدها لصنع قراراتهم وبالتالي من المهم جداً التركيز على التفاعلات التي يقومون بها مع علامتنا التجارية.
قديماً كان الأمر يعتمد على تقسيم العملاء إلى فئات وتحليل كل فئة على حدى أما الآن يتم الاهتمام بكل زبون بشكل منفرد انطلاقا من مبدأ تفرد الأشخاص واهتماماتهم ،باستخدام تحليلات جوجل لتعقب حركة الزوار تُقيّم أهداف كل صفحة وبناءً على نتائج التحليلات تبدأ عمليات التحسين لتكون النتيجة تجربة سهلة وبسيطة وذات محتوى يركز على غاية العميل.
التسويق الإلكتروني والجيل الجديد z.
تجربة المستخدم تتغير منذ عام 2021؟ كيف يتغير التسويق ليلائم الجيل الجديد Z؟
المحور الأساسي الذي يرتكز عليه التسويق هو تجربة المستخدم، ويتركز اهتمام أصحاب الأعمال على الأماكن التي يتواجد فيها العملاء، ومن أبرز الأمثلة على ذلك هو وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق فيسبوك خصوصاً فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منذ عام 2010 مكاناً لاستثمار رجال الأعمال منذ أن أصبحت مكاناً شائعاً لتوجه العملاء.
هذا كان منذ 10 سنوات حيث كان تطبيق فيسبوك هو التطبيق الأكثر شهرة ومع مرور الوقت ودخول ملايين المستخدمين لعالم الإنترنت ارتفع عدد تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولم يعد تطبيق فيسبوك الوحيد في المجال، لذلك كان لابد للمستثمرين من التواجد على جميع التطبيقات المتوافرة والتركيز بشكل أكبر على التطبيقات الأكثر سيطرة والتي تغطي أكبر نسبة من المستخدمين.
هذا لا يعني هيمنة الفيديوهات القصيرة التي على تطبيقات تيك توك، سناب شات وأنستجرام، الاستخدام الأمثل والأذكى لهذه التطبيقات يعتمد على تشكيل صورة صحيحة واحترافية لعلامتك التجارية في ذهن المستخدمين أي التركيز على المحتوى المقدم، والابتعاد عن البيع بشكل مستمر.
المستخدمون يستوعبون الفيديوهات القصيرة ويميلون للنفور من الإعلانات المدفوعة وهذا ما يتم التركيز عليه في مستقبل التسويق الرقمي.
وفقاً للإحصائيات كان متوسط طول الفيديو على يوتيوب عام 2013 أقل من 10 دقائق وارتفع في 2021 ليصل إلى أكثر من 17 دقيقة، هذا بالتزامن مع ازدياد الطلب على المحتوى المتواجد بشكل نصي أو بودكاست والذي يشرح بشكل وافي ومفصل، وهذ يعود إلى ازدياد وعي العملاء وازدياد رغبتهم في الحصول على معلومات أعمق حول العناصر التي يبحثون عنها.
تطوير التسويق الرقمي لا يقل عن تطوير الأمن الرقمي للمواقع
في مقال سابق ناقشنا بالتفصيل أمن المواقع، حيث أن موضوع الأمان الخاص بالموقع يولى أهمية كبيرة في خوارزمية جوجل، فقد انخفضت نسبة المواقع التي تظهر في الصفحة الأولى لنتائج البحث على جوجل والتي لا تحمل بروتوكول نقل النص فائق الامن Https و بروتوكول طبقة المقاييس الآمنة SSL، بالتزامن مع ازدياد وعي المستخدمين حول التحقق من أمان أي موقع قبل الدخول إليه والتصفح فيه.
كما أن وعي العملاء يزداد حول الإعلانات المدفوعة والتي يتجاهلها العملاء المتمرسين لذلك في عالم التسويق لا يجب الاعتماد على إعلانات جوجل لوحدها لزيادة الزيارات، هناك العديد من العناصر التي يجب التركيز عليها للنجاح في التسويق الرقمي مستقبلاً ومنها:
- تقديم محتوى يناسب جميع الكلمات المفتاحية التي تخص الأموال على جوجل.
- موازنة ميزانية التسويق الخاصة بك وتقسيمها للإعلانات المدفوعة، التسويق على مواقع التواصل، تحسين محركات.
وفي نهاية الأمر سيتعلق مستقبل التسويق الرقمي بتحسين محركات البحث بشكل خاص، والذي سيكون أفضل منصة للتسويق الرقمي مستقبلاً لأنه يعتمد بشكل رئيسي على العامل الأهم في عملية التسويق بكاملها وهو نية المستخدم.
حيث أن المشترون قبل الشراء يقومون بعملية البحث وهذا ما يجب الاستثمار فيه قبل التوجه لنشاطات وأنماط التسويق الأخرى حيث يُستقدم 52% من العملاء المحتملين عن طريق تقصي عمليات بحثهم، وخاصة عندما يكون التعامل بين الشركات.
اقرأ أيضًا: نصائح احترافية لرفع ترتيب المواقع الإلكترونية 2022
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.